هل تنجح الانتخابات المحلية في تغيير واقع ربوع القيروان؟
يتوجّه يوم 24 ديسمبر الجاري أكثر من 465 ألف ناخب مسجل بالسجّل الانتخابي لولاية القيروان بـ 119 دائرة انتخابيّة للإدلاء بأصواتهم في 318 مركز اقتراع بـ 114 عمادة، لانتخاب أعضاء المجالس المحلية لمعتمديات الولاية الـ 13، من بين 411 مترشحا من بينهم 27 امرأة و58 مترشحا للقرعة الخاصة بذوي الإعاقة.
ويُعلّق أهالي القيروان امالا على هذه المحطّة الانتخابية التي ستؤسّس لإحداث المجالس المحلية الجديدة، لعلّها تُمكّن من تغيير أحوال المنطقة إلى الأفضل، خاصّة في ظلّ ما يعانيه سكان مختلف المناطق الريفية والحضرية على حدّ السواء من نقائص بالجملة واهتراء البنية التحتية في عديد المناطق وانعدام المرافق الأساسية في مناطق أخرى.
وعلى غرار عمادة الشواشي من معتمدية حاجب العيون، تشكو عديد المناطق بمختلف ربوع القيروان من انعدام الطرقات المعبدة والمسالك الريفية القادرة على تسهيل حياة السكان في تنقلاتهم وفي ترويج سلعهم، خصوصا وأنّ اقتصاد الولاية وسكانها يرتكز على الفلاحة بالأساس.
كما تشكو عديد الأرياف من انعدام وسائل النقل عبر الحافلات أو قلته في أحسن الأحوال، وانعدام النقل المدرسي في عديد الجهات من بينها عمادة النبش من معتمدية القيروان الجنوبية، مما يضطر عديد التلاميذ إلى السير على الأقدام للوصول إلى المدارس والمعاهد، والمحظوظ منهم يتمكن من تحصيل مكان في مبيتات بعض المؤسسات التربوية.
وفي المجال المياه، فإنّ عديد المناطق الريفية على غرار عمادات عديدة بمعتمديات الشبيكة والسبيخة والعلا وغيرها، لا تتوفّر على شبكة المياه الصالحة للشرب، فيما تمّ تمكين مناطق أخرى من شبكات للمياه تديرها جمعيات مائية بعضها توقّف عن إسداء الخدمات لعدة أسباب من بينها قلة الموارد المالية واهتراء معدات استخراج المياه، كما يتم تمكين بعض المناطق الريفية من ساعات قليلة للتزود بالمياه يوميا فيما لا تزال عدة مناطق تعتمد ظهور الدواب وسيلة لجلب ما تحتاجه الاسر من مياه لتصريف حياتهم اليومية.
ويتحدث أهالي مناطق عشرات العمادات بولاية القيروان عن الضعف الكبير للضغط الكهربائي المنزلي ويطالبون باستمرار مصالح الشركة التونسية للكهرباء والغاز بترفيع مستويات الضغط الكهربائي.
على المستوى الفلاحي وهو النشاط الاقتصادي الرئيسي بالجهة، تشكو عديد العمادات والمناطق الريفية بالخصوص على غرار عمادة الخريوع ومختلف عمادات سيسب الكبرى ومعتمدية السبيخة، من مشاكل عديدة في ربط الابار بالتيار الكهربائي، خصوصا في ظلّ تقلّص المساحات الزراعية المروية عبر شبكات الري الفلاحي على غرار مياه سد نبهانة التي توقف التزود بها منذ اكثر من 10 سنوات بعديد المناطق من بينها القفي ودار الجمعية والعويثة وغيرها.
وينتظر أهالي القيروان من المجالس المحلية المرتقبة العمل على حلّ جملة من المشاكل العاجلة، وإعادة الأمل إلى الأهالي الذين بات أغلب شبابهم تتقاذفه أمواج الهجرة غير النظامية والنزوح إلى ولايات أخرى بحثا عن لقمة العيش وإعاشة عوائلهم.
الحبيب وذان